كثيرا ما نسمع من الطبيب كلمة أنت مصاب بالحساسية، ولكن لا نعلم ما هى الحساسية، وكيف تحدث، وما هى أسبابها؟
تجيب الدكتورة عايدة عبد المنعم، أستاذ الأمراض الصدرية، قائلة:
إن كلمة الحساسية تستخدم منذ سنوات لتشير إلى مجموعة من الأمراض التى تصيب أجهزة متنوعة من الجسم، ولا يستطيع الطبيب المعالج أن يشخصها أو يحددها، وقد تكون حساسية بالمعدة أو بالأمعاء أو بالصدر.
ويعتقد كثير من الأطباء أن أمراض الحساسية ليس لها علاج، لذا كان العلاج القديم هو المسكنات لاختفاء الأعراض وليس الشفاء والعلاج. وهناك البعض من يحرم أولادهم من ممارسة أى مجهود جسمانى عند الإصابة بالحساسية، كما قد يبقى ملازما للبيت لفترة مرضه وتترك تلك الإجراءات ضغطا نفسيا كبيرا على نفسية الطفل.
وتبين الدكتورة عايدة أن أول ما يأتى فى ذهن الشخص عند الحديث عن الحساسية أن الشخص تناول أطعمة مثل البيض واللبن والسمك والفراولة، وبالطبع فإن حرمان الطفل من تلك الأطعمة قد يؤثر على معدل نموه، وما توضح الدراسات العلمية أن الإصابة بالحساسية يمكن أن يحدث نتيجة لتناول أى غذاء آخر وليس فقط الأطعمة المذكورة.
وتوصل العلماء إلى أن هناك علاقة بين بعض الأعراض التى تظهر على الإنسان وبين الجهاز المناعى والحساسية، وبالنسبة للشخص الطبيعى فإن جهازه المناعى المعقد يتعامل مع كل المكونات الموجودة بالبيئة من حبوب لقاح وفطريات جوية وأتربة مختلفة على أنها أشياء طبيعية.
وبالتالى لا يتأثر بها أو يتفاعل معها أما مريض الحساسية فيعتبر جهازه المناعى هذه المكونات غير طبيعية، ومن ثم ينتج أجساما مناعية ضدها، وتكون غالبا من نوع الجسم المناعى وهذه الأجسام المناعية لا تلبث أن يتعامل مع بعض أنواع الخلايا فى أنسجة المريض، وتنتج مواد كيميائية مثل مادة الهستامين وبعض الإنزيمات وغيرها مما يسبب تقلصات فى عضلات الرئتين ويحدث ضيقا فى الشعب الهوائية.
كما تقوم بعض الغدد فى جدار الشعب الهوائية بإفراز بلغم مما يزيد من معاناة المريض، ويحدث أيضا تمدد فى الشعيرات الدموية الدقيقة فى الأنسجة التى يتم فيها التفاعل المناعى، وينتج عن ذلك خروج بلازما من الأنسجة، وقد تتطور الحالة إلى ظهور أرتيكاريا جلدية أو زيادة ضيق الشعب الهوائية.
الكاتب: فاطمة إمام
المصدر: موقع اليوم السابع